“الويل لكم من دعوة اليتيم في جوف الليل”.. “لماذا لا نستقبل كفالات أبنائنا يا بنك فلسطين”.. “مال اليتيم حق لا يجوز سلبه بأي شكلٍ من الأشكال”.. بهذه اللافتات تربعت أمهات أيتام غزة صباح اليوم الخميس (14-5) على عتبات بنك فلسطين في حي النصر والرمال وسط مدينة غزة، مطالبين بالضغط على إدارة البنك باستقبال كفالات أبنائهن الأيتام.
الاعتصام الحاشد الذي ضّم عشرات الأمهات الأرامل، لم يكن الوحيد في قطاع غزة، بل شهدت أفرع البنك الأخرى في كافة أنحاء القطاع اعتصامات مماثلة، دعت إليها كافة الجمعيات الخيرية التي تعمل على تقديم الرعاية لأسر الأيتام.
جريمة الحرمان
سعاد أبو القرايا أم لخمسة أيتام توفي زوجها قبل ثماني سنوات بمرض عضال، طالبت في حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بحقوق أبنائها الأيتام، وقالت: “من حق أبنائي أن يعيشوا كباقي الأطفال وهذا ما وفره لهم الكفيل، لكن أن يحرمهم إياها البنك، فهذه جريمة بحد ذاتها” حسب تعبيرها.
وأوضحت أبو القرايا، وهي تحمل بين يديها لافتة تضمنت أبرز مطالب أهالي الأيتام، أنها منذ عامين لم تتلق أي كفالات من بنك فلسطين، لأسباب وصفتها بالسياسية.
وتساءلت المواطنة الفلسطينية: “هل لدى الحكومة أو الدولة استعداد لأن يوفروا لنا وظائف حتى يوقفوا استقبال هذه الكفالات؟!”.
يشار إلى أن كفالات الأيتام والفقراء وأصحاب الاحتياجات الخاصة كانت تصل بشكل مباشر من الكافل إلى اليتيم على حسابه الشخصي في أحد البنوك بغزة، إلا أن هذه الأموال توقفت منذ عامين؛ حيث تبين أن بنك فلسطين أغلق هذه الحسابات بطلب من سلطة النقد الفلسطينية (البنك المركزي في السلطة)، وذلك على الرغم من أن الكفلاء يقومون بعمل التحويلات. وتصل قيمة المبلغ الذي يدفع لكل يتيم قرابة 50 دولارًا شهريًّا.
وتؤكد المؤسسات الخيرية في قطاع غزة أنها لجأت إلى ربط الأيتام بكافليهم مباشرة لتجميد سلطة النقد الفلسطينية حساباتهم في البنوك منذ سنوات وترفض فتحها.
لا معيل!
أربعة أولاد وأربع بنات مجموع أولاد أم إياد حلس، الذين يعاني ثلاثة منهم من أمراضٍ مختلفة تحتاج إلى مصاريف علاجية بشكل شهري، أكدت لمراسلنا، أنها لم تتقاض أي كفالات منذ ما يقارب العامين.
وقالت: “لا يوجد لنا معيل سوى الله ثم أهل الخير”، مطالبة كل من له ضمير حي بالضغط على سلطة النقد وإدارة بنك فلسطين من أجل استقبال كفالات أبنائها الأيتام.
توفير وظائف
“لا أريد كفالات إذا ما قدموا لأولادي وظيفة بالعمل”، هذا ما أكدّت عليه المواطنة فايزة الغرابلي وهي الأم لسبعة أولاد.
وأضافت لمراسلنا: “عندي ثلاثة جاهزون للعمل في أي مجال، فليوفرا لهم العمل وبعدها لا نريد كفالات، أما نبقى هكذا لا يوجد لنا أي مصروف أو مصدر للدخل!!”.
وتحدثت المواطنة الغرابلي، عن استغرابها من نظرة الناس لأسر الأيتام، معتبرين أنهم “يتقاضون راتبًا بلا عمل من خلال الكفالات، وهم لا يعرفون أنها متوقفة منذ عامين” كما قالت.
وكان الاحتلال الصهيوني قد شن على قطاع غزة ثلاث حروب خلال ست سنوات، ما رفع من نسبة الأيتام؛ حيث يُعرف القطاع بأنه من المناطق الشعبية الأكثر خصوبةً.